فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)
ثم أمر الله رسوله أصلا والمؤمنين تبعًا، بشكره والقيام بواجب نعمه، فقال: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ } أي: إذا تفرغت من أشغالك، ولم يبق في قلبك ما يعوقه، فاجتهد في العبادة والدعاء.
{ وَإِلَى رَبِّكَ } وحده { فَارْغَبْ } أي: أعظم الرغبة في إجابة دعائك وقبول عباداتك (1) .
ولا تكن ممن إذا فرغوا وتفرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربهم وعن ذكره، فتكون من الخاسرين.
وقد قيل: إن معنى قوله: فإذا فرغت من الصلاة وأكملتها، فانصب في الدعاء، وإلى ربك فارغب في سؤال مطالبك.
واستدل من قال بهذا القول، على مشروعية الدعاء والذكر عقب الصلوات المكتوبات، والله أعلم بذلك تمت ولله الحمد.
..
إذا تفرغت من أشغالك، ولم يبق في قلبك ما يعوقه، فاجتهد في العبادة والدعاء
ماهي أشغال النبي صلى الله عليه وسلم النهارية ..؟؟؟
لقد كان بأبي وأمي شغله الشاغل الدعوة إلى الله جل جلاله ...وكان له في النهار سبحا طويلا ..
فقد كان يسبح بين الناس بتبليغ دين الله وأوامره لإنقاذ البشرية من نار جهنم ...
هذا هو شغله الشاغل ...
فهكذا الدعوة لها جناحان : جناح بالنهار وهو الدعوة والتجول بين الناس وتعليم الصحابة رضي الله عنهم وبيان الدين وأهميته وتحميل الصحابة مسؤولية الدين ..
وجناح الليل وهو الاجتهاد في العبادة وأن ينصب بين يدي ربه ويرغب إليه جل جلاله وسؤاله والتضرع إليه ..
والمطلوب من أمته الاقتداء به صلوات ربي وسلامه عليه ..
في النهار الاشتغال بدعوة الخلق وفي الليل الرغبة إلى الحق سبحانه .
وبالله التوفيق ..،،